لقاء الغرباء
كان باحد المحال الكبرى يجلس فى المقهى الفخم وحيدا يشرب قهوته المعتاة و يدخن سجائره المعتادة ...كان يجلس بجانب النافذة ...كان يتفحص المارة بالطريق و احيانا يغوص داخله و تاخذه فكرة الى زمن او ماض بعيد و تارة اخرى يستفيق ليعاود ملاحقة المارة من جديد ..وقع نظره على امراءة فى الناحية الاخرى من النافذة متجهة لتدخل نفس المقهى انتفض من مكانه و اخذ يتابعها و يتفحصها من بعيد و قال فى نفسه ...ايعقل هذا ؟....انها هى ....لا لا ...ليست هى و انما تشبهها ...كيف ؟ كيف ليست هى ؟....الكونها ممتلئة القوام الان اكثر من الماضى ...لقد ما ما يقرب من العفقدين من الزمان منذ اخر مرة رايتها ...و الزمن باحداثه كفيل باحداث اى تغيير ...كما ان لطيفها نفس العبير ...و انا لا اخطئ ابدا تمييز عبيرها و لو مرت ملايين السنين ....ان لها نفس العيون تلك العيون التى سحرتنى و ما زالت تسحرنى و ستظل هكذا حتى اموت ...تعبيرات وجهها ..قد تكون صارمة الان بفعل السنين ...و ابتسامتها غائبة ...ربما هناك من يشغلها او تمر ببعض الظروف ....ماذا افعل الان ..هل اقوم و اعرفها بنفسى و اذكرها بالماضى الاليم .؟ لا لا لن استطيع مواجهة تلك العيون ...ماذا تقول ايها الرجل العجوز ؟...لقد مرت سنوات و اصبح لك بيت و اسرة و هى بالمثل تكون ...ماذا ستسفيد من تذكيرها بماض لم يعد له وجود لديها ..انما مجرد اضغاث احلام لديك ...كما انه قد لا تتذكرك و لحظتها ستفتح جرح جديد ....اثبت ايها العجوز المتصابى و تحلى بالرزانة و الهدؤ ....جلس صامتا و ظل يراقبها الى ان جلست على طاولة قريبة من طاولته ...اخذ يتفحصها جيدا ليرى ما الذى تغير فيها و ما لم يتغير .....جلس طويلا و اخذ يتذكر الماضى بكل تفاصيله و لحظات جنونه معا ...اخذ يحدث نفسه ...انا كل ما اريده ان المس يدها نعم فذلك الحلم لم يبتعد عنى منذ اخر لقاء ...اتمنى ان انعم بان ترانى عيونها ...نعم مجرد ان ترانى بعيونها فذلك امتاع لى .....لقد نسيت ما فعلت بى و كيف تنكرت و كيف القت بحبى فى غياهب الاهمال و النسيان ...لاننى لم اغضب منها لحظة او احقد عليها فى يوم من الايام ...كنت دائما ادعو لها ان تنعم بالسعادة و الحب على الدوام .....ساقوم الان لاسلم عليها و ارى ان كانت تتذكرنى ام انها القت بى كلى فى سلال النسيان .... قام من مقعده و سار باتجاه طاولتها و العرق يتصبب منه و حمرة الخجل تغطى وجهه بخطوات مترددة منهزمة تخشى ردة فعلها ....و تحقق الحلم ووقف امامها و هى غير منتبهة تتناول عصيرها ...القى عليها السلام فانتبهت و نظرت اليه و ردت السلام .. نظرة اليه نظرة لمعرفة ماذا يريد فهى الى الان لم تتعرف عليه ...هزمته تلك النظرة اراد ان يهرب او يختفى من امامها ...كيف حب السنين لا تعرفنى ؟! التقت عيونى بعيونها و لم تعرفنى ! ...و لكنه تجلد وواصل الصمود فعرفها بنفسه بكلمات مترددة متقطعة تخشى ان تلاقى بالتجاهل المقصود ....و اخبرها انها كانت حلم السنين ....و سالها الستى انتى من سلمتها فى الماضى قلبى منذ ماض سحيق .....قالت فى ثبات مكروه اه ..اه ...عندما كنا صغار ...و لكنك تغيرت كثيرا كثيرا و بانت عليك احداث السنين .... ارجوك لن استطيع الحديث معك فزوجى قادم بعد لحظات و هو غيور ...و احب ان اقول لك انى لا اتذكر من الماضى اية احداث و كذلك حبك المزعوم ...عش حياتك بعيدا عنى فانا لا اذكر انى احببتك فى يوم من الايام ...انما كانت لحظات لهو عشنا بها و نحن صغار .......جاءت كلماتها كلكمة له فى وجهه بل عدة لكمات اخذ يترنح منسحبا الى طاولته لكى يترك حسابه و يرحل عن هذا المكان ليجد زاوية يختبئ بها ليحرر دموعه التى تلح عليه بالانسياب ....و مضى الى غايته فى صمت رهيب و قال فى نفسه اه من النسيان اه منه ليته يصالحنى حتى انسى عشقها الابدى و حبها ذلك الوهم الذى عاشنى سنوات .........
كان باحد المحال الكبرى يجلس فى المقهى الفخم وحيدا يشرب قهوته المعتاة و يدخن سجائره المعتادة ...كان يجلس بجانب النافذة ...كان يتفحص المارة بالطريق و احيانا يغوص داخله و تاخذه فكرة الى زمن او ماض بعيد و تارة اخرى يستفيق ليعاود ملاحقة المارة من جديد ..وقع نظره على امراءة فى الناحية الاخرى من النافذة متجهة لتدخل نفس المقهى انتفض من مكانه و اخذ يتابعها و يتفحصها من بعيد و قال فى نفسه ...ايعقل هذا ؟....انها هى ....لا لا ...ليست هى و انما تشبهها ...كيف ؟ كيف ليست هى ؟....الكونها ممتلئة القوام الان اكثر من الماضى ...لقد ما ما يقرب من العفقدين من الزمان منذ اخر مرة رايتها ...و الزمن باحداثه كفيل باحداث اى تغيير ...كما ان لطيفها نفس العبير ...و انا لا اخطئ ابدا تمييز عبيرها و لو مرت ملايين السنين ....ان لها نفس العيون تلك العيون التى سحرتنى و ما زالت تسحرنى و ستظل هكذا حتى اموت ...تعبيرات وجهها ..قد تكون صارمة الان بفعل السنين ...و ابتسامتها غائبة ...ربما هناك من يشغلها او تمر ببعض الظروف ....ماذا افعل الان ..هل اقوم و اعرفها بنفسى و اذكرها بالماضى الاليم .؟ لا لا لن استطيع مواجهة تلك العيون ...ماذا تقول ايها الرجل العجوز ؟...لقد مرت سنوات و اصبح لك بيت و اسرة و هى بالمثل تكون ...ماذا ستسفيد من تذكيرها بماض لم يعد له وجود لديها ..انما مجرد اضغاث احلام لديك ...كما انه قد لا تتذكرك و لحظتها ستفتح جرح جديد ....اثبت ايها العجوز المتصابى و تحلى بالرزانة و الهدؤ ....جلس صامتا و ظل يراقبها الى ان جلست على طاولة قريبة من طاولته ...اخذ يتفحصها جيدا ليرى ما الذى تغير فيها و ما لم يتغير .....جلس طويلا و اخذ يتذكر الماضى بكل تفاصيله و لحظات جنونه معا ...اخذ يحدث نفسه ...انا كل ما اريده ان المس يدها نعم فذلك الحلم لم يبتعد عنى منذ اخر لقاء ...اتمنى ان انعم بان ترانى عيونها ...نعم مجرد ان ترانى بعيونها فذلك امتاع لى .....لقد نسيت ما فعلت بى و كيف تنكرت و كيف القت بحبى فى غياهب الاهمال و النسيان ...لاننى لم اغضب منها لحظة او احقد عليها فى يوم من الايام ...كنت دائما ادعو لها ان تنعم بالسعادة و الحب على الدوام .....ساقوم الان لاسلم عليها و ارى ان كانت تتذكرنى ام انها القت بى كلى فى سلال النسيان .... قام من مقعده و سار باتجاه طاولتها و العرق يتصبب منه و حمرة الخجل تغطى وجهه بخطوات مترددة منهزمة تخشى ردة فعلها ....و تحقق الحلم ووقف امامها و هى غير منتبهة تتناول عصيرها ...القى عليها السلام فانتبهت و نظرت اليه و ردت السلام .. نظرة اليه نظرة لمعرفة ماذا يريد فهى الى الان لم تتعرف عليه ...هزمته تلك النظرة اراد ان يهرب او يختفى من امامها ...كيف حب السنين لا تعرفنى ؟! التقت عيونى بعيونها و لم تعرفنى ! ...و لكنه تجلد وواصل الصمود فعرفها بنفسه بكلمات مترددة متقطعة تخشى ان تلاقى بالتجاهل المقصود ....و اخبرها انها كانت حلم السنين ....و سالها الستى انتى من سلمتها فى الماضى قلبى منذ ماض سحيق .....قالت فى ثبات مكروه اه ..اه ...عندما كنا صغار ...و لكنك تغيرت كثيرا كثيرا و بانت عليك احداث السنين .... ارجوك لن استطيع الحديث معك فزوجى قادم بعد لحظات و هو غيور ...و احب ان اقول لك انى لا اتذكر من الماضى اية احداث و كذلك حبك المزعوم ...عش حياتك بعيدا عنى فانا لا اذكر انى احببتك فى يوم من الايام ...انما كانت لحظات لهو عشنا بها و نحن صغار .......جاءت كلماتها كلكمة له فى وجهه بل عدة لكمات اخذ يترنح منسحبا الى طاولته لكى يترك حسابه و يرحل عن هذا المكان ليجد زاوية يختبئ بها ليحرر دموعه التى تلح عليه بالانسياب ....و مضى الى غايته فى صمت رهيب و قال فى نفسه اه من النسيان اه منه ليته يصالحنى حتى انسى عشقها الابدى و حبها ذلك الوهم الذى عاشنى سنوات .........
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق